ستتم مناقشة التغيير الهيكلي في تجارة النفط العالمية في أسبوع الطاقة الروسي المقرر تنظيمه في أكتوبر.
مينا نيوزواير: موسكو – من المقرر أن يُعقد منتدى أسبوع الطاقة الروسي الدولي في موسكو في الفترة من 11 إلى 13 أكتوبر. وخلال تلك الفترة، سينخرط المشاركون في مباحثات بصدد آفاق التعاون في مجال الطاقة بين روسيا وأكبر الاقتصادات الناشئة في العالم، والتي تشمل الصين والهند والدول الإفريقية. وسيكون تأثير عملية إعادة هيكلة ممرات النقل والخدمات اللوجستية على قطاع الطاقة العالمي أحد المواضيع الرئيسية التي سيتناولها المنتدى القادم.
التغيير الهيكلي قادم
صرح أنطون كوبياكوف، مستشار رئيس الاتحاد الروسي والسكرتير التنفيذي للجنة المنظمة لأسبوع الطاقة الروسي: “تشهد تجارة النفط العالمية تغيرًا هيكليًا جذريًا. وتعمل دول الشرق الأوسط، التي كانت تلعب دورًا شديد الأهمية في توفير السلع الأساسية للاقتصادات النامية في شرق آسيا، على زيادة إمداداتها النفطية إلى أوروبا. وعلى الجهة المقابلة، فقد زادت روسيا صادراتها من النفط بشكل كبير إلى الهند، والصين، وبعض الدول الأخرى في آسيا والمحيط الهادئ.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن دول أمريكا اللاتينية، بما في ذلك البرازيل وغويانا، تفصلها مسافة شحن معقولة عن أوروبا ودول آسيا والمحيط الهادئ، تبقى ذات دور متزايد الأهمية في سوق النفط.”
التقلبات التي تعتري سوق النفط ستؤثر على مستقبله
أشار كوبياكوف إلى أن سوق النفط العالمية تواصل محاولة التكيف مع الأحداث الجيوسياسية الحالية، قائلاً: “إن النفط الروسي، وعلى الرغم من القيود المفروضة، يدخل الأسواق المختلفة بهيكل أسعار متغير. ويأتي ذلك مع الأخذ بعين الاعتبار أن الخدمات اللوجستية باتت أكثر تعقيدًا وتكلفة، حيث يتعين على ناقلات النفط السفر لمسافات طويلة لتوصيل المواد الخام والمنتجات البترولية.”
وأضاف أن “تأثير هذه التقلبات على مستقبل سوق النفط سيكون أحد أهم موضوعات أسبوع الطاقة الروسي المنتظر.”
3 دول تحصل على حوالي نصف الإمدادات
كانت أكبر الدول المستوردة للمنتجات المكررة الروسية في أغسطس 2023 هي تركيا والهند والإمارات العربية المتحدة. وتحصل هذه الدول الثلاث على 46% من الصادرات البحرية للاتحاد الروسي (1.04 مليون برميل من أصل 2.27 مليون برميل يوميًا). وتلعب البرازيل والصين وماليزيا دورًا متزايد الأمية بهذا الصدد، إذ يستحوذ هؤلاء المستهلكون الإقليميون على 18% (397 ألف برميل يوميًا) من إجمالي هيكل إمدادات المنتجات النفطية الروسية.
أما سنغافورة، والتي تعمل بنشاط على تطوير مركز لمنتجاتها النفطية، فقد حصلت على 7% من شحنات المنتجات المكررة للاتحاد الروسي (بواقع 152 ألف برميل يوميًا) في أغسطس. كما تلعب اليونان ومالطا أيضًا دورًا بارزًا بهذا الصدد، حيث تتم عمليات نقل المنتجات البترولية في المياه الإقليمية لدولتي الاتحاد الأوروبي هاتين، مما يجعل الحصة الإجمالية لهاتين الدولتين من الصادرات 8% في أغسطس 2023 (191 برميلاً في الثانية).
إعادة هيكلة التدفقات اللوجستية
يقول إيجور يوشكوف، وهو أحد الخبراء من منتدى أسبوع الطاقة الروسي: “إن إعادة هيكلة التدفقات اللوجستية ليست مجرد شعار جميل، ولكنها حقيقة راسخة. على سبيل المثال، في أغسطس 2023، كان من بين أكبر 20 مستوردًا رئيسيًا للمنتجات البترولية من الاتحاد الروسي 9 دول إفريقية هي الجزائر وغانا ومصر وليبيا والمغرب ونيجيريا والسنغال وتونس وتوغو. ولقد بلغ حجم الصادرات البحرية من المنتجات البترولية من روسيا إلى هذه الدول 411 ألف برميل يوميًا، كما بلغت حصتها في هيكل الصادرات الروسية 18%.
ووفقًا لإيجور يوشكوف، فقد انخفض حجم الصادرات البحرية من المنتجات النفطية من روسيا بشكل عام بنحو 780 ألف برميل يوميًا خلال الأشهر القليلة الماضية. ويرجع ذلك في المقام الأول إلى التزامات روسيا بخفض إنتاج النفط بموجب اتفاق منظمة أوبك بلس.
وبدعم من حكومة مدينة موسكو، يتم حاليًا تنظيم المنتدى الدولي لأسبوع الطاقة الروسي من قبل وزارة الطاقة في الاتحاد الروسي ومؤسسة “روس كونغرس”، وهي هيئة تنموية غير مالية ذات توجه اجتماعي، وواحدة من المنظمين الرئيسيين للمؤتمرات والمعارض والفعاليات التجارية والعامة والشبابية والرياضية والثقافية.
للتواصل: إيجور يوشكوف clubrew2024@gmail.com