شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً في جلسات التداول الآسيوية الأخيرة، ليعود من أكبر انخفاض أسبوعي له منذ يونيو، ويعزى هذا الارتفاع في المقام الأول إلى ترقب القطاع المالي العالمي للبيانات الاقتصادية الأمريكية القادمة، والتي من المتوقع أن تسلط الضوء على نهج بنك الاحتياطي الفيدرالي تجاه تعديلات أسعار الفائدة، وفي الوقت نفسه، يواصل الصراع المستمر بين روسيا وأوكرانيا تأثيره على ديناميكيات السوق.
شهدت أسواق يوم الثلاثاء ارتفاعًا في أسعار الذهب، مرتبطًا بانخفاض في عوائد الدولار الأمريكي وسندات الخزانة. وارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.6%، ليصل إلى 2038.59 دولاراً للأوقية، في حين شهدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب أيضًا زيادة مماثلة بنسبة 0.6 %، ليستقر عند 2052.1 دولاراً، وتزامنت هذه المكاسب مع انخفاض مؤشر الدولار بنسبة 0.4 % وانخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوياتها في يوليو. وقد أدت هذه البيئة إلى زيادة اهتمام المستثمرين بالذهب، حيث يؤدي انخفاض عوائد السندات وأسعار الفائدة إلى تقليل تكلفة فرصة حيازة هذا الأصل الذي لا يخضع للفائدة.
أشارت التصريحات الأخيرة لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول” إلى تحول محتمل في السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، في إشارة إلى المناقشات حول خفض تكاليف الاقتراض. ومع ذلك، فإن هذا المنظور لا يحظى بإجماع مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي، على الرغم من ذلك، تميل توجهات السوق إلى خفض محتمل لأسعار الفائدة، باحتمالية نسبتها 75% لشهر مارس، وفقًا لأداة سي إم إيه فيدواتش وينتظر المستثمرون والمتداولون بفارغ الصبر مجموعة من التقارير الاقتصادية الأمريكية المقرر صدورها هذا الأسبوع، وخاصة تقرير مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي لشهر نوفمبر.
يحظى هذا التقرير بأهمية بالغة، حيث أنه بمثابة المقياس المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي للتضخم الأساسي. بالإضافة إلى الذهب، أظهرت المعادن الثمينة الأخرى أيضًا اتجاهات إيجابية، وربحت الفضة في المعاملات الفورية 1.1% إلى 24.03 دولار للأوقية، فيما زاد البلاتين 1.3% إلى 957.08 دولار، وصعد البلاديوم 3.2% إلى 1222.14 دولار، مسجلا مكاسبه للجلسة السابعة على التوالي، والجدير بالذكر أن صادرات الذهب السويسرية شهدت انخفاضًا في نوفمبر، ويرجع ذلك جزئياً إلى انخفاض الشحنات إلى الهند، وفقًا لبيانات الجمارك السويسرية.